في سياقٍ يمثّل فيه كل متر مربع من المستودعات أو مراكز التوزيع تكلفةً مرتفعة، لا سيما في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، تُعدّ أنظمة التخزين والاسترجاع المؤتمتة (ASRS) حلًا محوريًا. تتيح هذه التقنيات تعظيم الاستفادة من المساحة المتاحة وتسريع إدارة المخزون، مع توفير وصول سريع ودقيق إلى منتجات بمقاسات مختلفة، بدءًا من المنصات الكاملة وصولًا إلى القطع الفردية.

من أبرز مزاياها: زيادة كثافة التخزين، ودقة الالتقاط (Picking)، ورفع أداء المستودع، وتقليل مخاطر العمل، والقابلية للتوسّع المعياري، وحماية المنتج من التلف أو الغبار أو السرقة.

تُصنَّف أنظمة ASRS وفقًا لنوع الحمولة التي تديرها:

  • Unit load systems: منصات (Pallets) وعناصر كبيرة الحجم حتى 3,500 كجم.
  • Mini load systems: عناصر متوسطة في صناديق أو صوانٍ حتى 250 كجم.
  • Micro load systems: قطع صغيرة وخفيفة حتى 45 كجم.

وفيما يتعلق بالتقنيات، توجد أربع فئات رئيسية:

  1. الرافعات الممرية (ترانسإليفيadoras): مثالية للممرات الضيقة وارتفاعات حتى 50 مترًا، مع تطبيقات للمنصات والصناديق.
  2. أنظمة الشاتل: مركبات مستقلة تعمل على رفوف متعددة المستويات، بقدرة عالية على الكثافة والسرعة.
  3. التخزين المكعّبي الروبوتي (مثل AutoStore): روبوتات تتعامل مع حاويات مكدّسة ضمن شبكات، بأعلى كثافة التقاط لكل متر مربع.
  4. أنظمة قائمة على AMR: أساطيل من الروبوتات المتنقلة تنقل الرفوف إلى محطات العمل دون الحاجة إلى بنية تحتية ثابتة.

يعتمد اختيار نظام ASRS المناسب على عوامل متعددة: نوع المنتج، تصميم المستودع، سعة التدفق (Throughput)، كثافة التخزين، الاستثمار الأولي والتشغيلي، الظروف البيئية، والتوافق مع برمجيات الإدارة (WMS/WCS).

وأخيرًا، يوصي المختصون بالاستعانة بخبراء الأتمتة لملاءمة النظام مع الاحتياجات المحددة لكل عملية لوجستية، وضمان تكامله مع عمليات الالتقاط، وإعادة التزويد، والتغليف، والشحن.